[rtl]منظومة تجر وتجارة[/rtl] [rtl]تجر - بيع - شراء[/rtl] [rtl]موجز ما تحدثنا عنه في الحلقة السابقة ان الفرق بين البيع والتجارة والشراء بمعنى البيع أن التجارة مهنة إذا إحترف الإنسان البيع والشراء وكان حاذقاً فيه وكان له رأس مال ثابت وربح مستمر متداول فذلك هو التاجر. أما الذي يبيع ويشتري فهذا ينطبق على كل من يبيع شيئاً حتى ولو مرة واحدة حتى ولو لم يكن محترفاً ولا ممتهناً. وفرّقنا بين باع وشرى وقلنا بأن هناك باع وشرى بمعنى باع أيضاً أقول بعتك هذا الكتاب وشريتك هذا الكتاب وكل منهما بمعنى باع.[/rtl] [rtl]وعندنا ابتاع وعندنا اشترى كل منهما بمعنى اشترى أي إذا قلت باع وشرى فانت قبضت الثمن ودفعت المثمن الى صاحب الثمن واذا قلت اشترى او ابتاع فقد أخذت المثمن ودفعت الثمن وفرقنا بين كل كلمة من هذه الكلمات الخاصة.[/rtl] [rtl]باع وشرى وقلنا بأن باع للشيء العظيم ذي القيمة الكريمة الكبيرة كأن تقول بعتك البيت أو بعتك العمارة أو بعتك السوق وما شاكل ذلك فإذا كان شيئاً زهيداً تقول شريتك شيئاً من الطعام، شريتك قلماً أي بعتك قلماً. فالشيء الذي يزهد فيه وهو قليل الثمن رخيص السعر يقال شرى واستنبطنا من هذا الاية الكريمة على سيدنا يوسف عليه السلام عندما قال (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) أي باعوه لان الذين اختطفوه في الطريق، القافلة التي اختطفت سيدنا يوسف عليه السلام باعته في مصر بثمن زهيد لانهم كانوا زاهدين فيه لا يريدونه من حيث أنه أتعبهم في طريقه منذ أن القوا القبض عليه وأخذوه غلاماً عبداً مملوكاً شغلهم بالتوحيد وأن لا تعبدوا غير الله سفه احلامهم وسفه اصنامهم وسخر منها فأحدث لهم قلقاً كبيراً من حيث ما فعله معهم كما فعل سيدنا يوسف مع أهل السجن (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) فعل مثل هذا مع القافلة التي اغتصبته أي اغتصبوا حريته وسرقوه وباعوه عبداً وكم يأبه بأن يباع عبداً ولكنه كان منشغلاً بأن يدعوهم الى الله سبحانه وتعالى وهذا شأن الأنبياء جميعاً مهنتهم، مهمتهم الدعوة الى الله. من أجل هذا أرادوا أن يتخلصوا منه بأي ثمن، قال وشروه أي باعوه بثمن بخس. إذا قلت باع فإنك تبيع شيئاً عظيماً. هنا أيضاً انتقلنا الى قوله تعالى (إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم) عندما قال (ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله) أي يبيع. هنا رب العالمين يذكر قوماً من المسلمين باعوا أنفسهم لله ولكن ما عبر بالبيع إنما عبّر بالشراء.[/rtl] [rtl]قال يشري نفسه أي أنه باعها لله رخيصة لم تكن نفسه كبيرة القيمة عنده الى جنب الله سبحانه وتعالى وإلى حين ما سوف يكرمه الله يوم القيامة ولكن الله عاد فقال سبحانه وتعالى قال (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم) من حيث أن الله إشترى منهم هذه السلعة وهي النفس إشتراها غالياًَ بثمن عظيم، بجزاء وخير وهو الجنة. لم يعبر بالشراء يعني رب العالمين امتدحهم عندما قال إنهم أرخصوا نفوسهم لله فباعوها رخيصة ولم يلتفتوا الى كل ما لهم من الدنيا من مال وبنين وملك وأي شيء ولكن الله عاد فقال هذا الذي بعتموه رخيصاً هو عندي غالي جداً فهو ليس شراء منكم وإنما بيع منكم لي. وهكذا رب العالمين كما سوف نتحدث أيضاً عندما قال (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) حينئذ هذا الشراء البسيط الذي أرخص المسلمون فيه نفوسهم وأموالهم لله هو عند الله تجارة عظيمة رابحة فيها احتراف وفيها إمتهان، فيها ذكاء وصاحبها حاذق ولو لم يكن هكذا لما ربح هذا الربح الهائل كما قال عليه الصلاة والسلام: ربح البيع يا صهيب. حينئذ هكذا تحدثنا في الحلقة الماضية نعود نكمل ما بداناه في حلقة ماضية والكلام فيه لا يزال يطول والحديث في التجارة يأخذ عدة محاور.[/rtl] [rtl]المحور الاول: أهميتها[/rtl] [rtl]الاسلام كما تقرأون القران الكريم يعتبر المال قوة هائلة ويعتبر المال عنصراً فعالاً في كل جهد من جهود المجتمع سلماً وحرباً ولهذا قدم المال على النفس في كل نوع من أنواع الجهاد يشمل النساء والدواب كل شيء حينئذ أخي الكريم رب العالمين أمرنا أن نصون هذا المال من اجل هذا.[/rtl] [rtl]هذه المنظومة الهائلة الكبيرة التي تصون المال لكي يكون طيباً ولكي يكون حلالاً وأن لا تبذره وأن لاتتساهل فيه وأن لا يدخله الخبث وأن لا تلقيه في البحر ولا تقامر فيه وأن لا تدفعه رشوة هذا كله من حيث أن هذا المال قوة عظيمة معنوية ومادية وهذا فيه سرّ من اللامعقول وهو البركة.[/rtl] [rtl]البركة : هو المال القليل الذي يقوم بمهمة أو وظيفة كبيرة، المال كأن كل شيء مبارك قليل يقوم بوظيفة الكثير يعني النبي صلى الله عليه وسلم من إناء صغير سقى جيشاً، يضع يده في الطعام فيأكل منه مئات الناس، هذه البركة أي أن شيئاً قليلاً يقوم بوظيفة الشيئ الكثير.[/rtl] [rtl]المال الطيب فيه بركة بهذا المجال إذا كان طيباً ولهذا ترى إنساناً غنياً جداً ولكن يكاد يموت من شعوره بالفقر والجوع كما في الاية : (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) برغم ما عندهم من أموال لا حصر لها يعني مثلاً: الآن كثير من الدول الصناعية الكبرى تملك من المال ما يعادل جميع العرب والمسلمين إسألهم عن حالهم: يعيشون حالة القلق وخوف وشعور بالجوع، خوف من المستقبل، خوف مما سوف يحدث، كل هذا لأن المال ليس طيباً هذا المال فيه اغتصاب من شعوب أخرى، فيه مؤامرات على شعوب، فيه إستحواذ على قوى أخرى، وهكذا كما هو معروف ليس فيه عيب.[/rtl] [rtl]وأن تعلم الآن أنت الآن الصيحة في حكاية غسيل الاموال أموال محرمة من مصادر آثمة يريدون أن ينظفوها بطرق ملتوية وكل الناس تنبهوا لها في كل مكان من ضمنها دبي كما نقرأ في الصحف أن أجهزة الأمن هنا اكتشفت الكثير من هذه الاموال الملوثة يراد غسيلها هنا فانتبهت لها الحكومة في دبي وكل مرة نقرأ في الصحف أنه حدث في دبي فانتبهوا لها وقلعوها عن هذا البلد الطيب.[/rtl] [rtl]إذن التجارة في الاسلام تخضع للامعقول ولكن المعقول فيها ما يلي:[/rtl] [rtl]1:الاسلام إستثنى التجارة من كل القيود . وهنا نلاحظ أن الدول التي تبنت ما يسمى الاشتراكية في هذا العصر فقرت فقراً عظيماً من حيث أنها لم تفرق بين حرية التعامل في التجارة وبين رقابة التاجر لكي لا يكون ملوثاً بحيث تكون أمواله حراماً. خلطوا بين الأمرين أي لم يسمحوا لأحد بأن يكون غنياً. هذا خطأ اصطدموا بالفطرة هم وكان عليهم أن يفرقوا بين أن تكون أنت تاجراً نزيهاً كريماً تساعد في بناء الامة والدولة والمجتمع وأنت عبارة عن قائد يعني هناك فرق بين مدرسة فيها 500 طالب يجلسون على الأرض من فقرهم وبين مدرسة فيها 5000 طالب ولهم كراسي ولهم رحلات ولهم لوحات ولهم مدير حازم, هذا ليس تضخماً ولا رأسمالية هذا حضارة.[/rtl] [rtl]ولكن أن تتجمع الاموال في يد إنسان أخذها من حرام هذا الذي عليك أن تحاربه أما التجارة، لاحظ القرآن الكريم الدين رب العالمين يقول :ولا تسأموا عن الدين (ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله) لو أنني أقرضتك درهماً علي أن أكتبه قال لي سأم هذا لأن هذا أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا كلام طويل وفي الحديث ثلاثة لا تستجاب لهم دعوة مهما دعا الله سبحانه وتعالى فإن الله يجيب دعوته ولا يستجيبها:[/rtl] [rtl]من كانت له أموال حرة فسلّط عليها ولده السفيه . عنده أموال تاجر عنده محلات، نافع الناس، مساهم في قوة البلد المالية، ماله حلال ينفق على أرحام له وعلى جيرانه المحتاجين. نعرف كثيراً من التجار أن هذا مكتب للأرامل، مكتب للايتام، مكتب للمساجد، مكتب للكوارث يبعث الى كوسوفو والشيشان، كل هذا نراه ونسمعه في كل مكان لاحظ هذا جانب.[/rtl] [rtl]الجانب الثاني الذي هو الغني غير الكريم. فحينئذ هذا يقول رب العالمين إذا واحد سلط ولده مسرف، عنده ولد ويحبه صار هذا الولد بعدئذ مدلل وأعطاه أبوه مالاً ورصيداً مفتوحاً وسيارة يعبث بها مع أشكال وألوان وسلط ولده السفيه المبذر غير منضبط على أمواله فإن الله لا يستجيب لهذا التاجر دعوة إلا أن يكف إبنه عن هذا المال الطيب لأن هذا مال لمصلحة المسلمين جميعاً وأنت تعلم بأن المال في الإسلام ليس ملكاً مطلقاً. ليس في الإسلام ملكية مطلقة بدليل هذه أموالي إذا كانت ضمن لا تعطيها رشوة، لا تبذرها، تدفع منها صدقة، تدفع منها زكاة، إذا أنا مقيد أي أنا مستخلف أنا لا املك هذا المال وإنما أنا استخلفني الله عليه فإذا مت إنتقل الى غيرك يكون بنفس حقوق المال له وظيفة. المال في الاسلام له وظيفة عامة إلى جانب وظيفته الخاصة من أجل هذا نحن لا نملكه مطلقاً فكيف أسلط عليه ولدي فيه المبذر لأموالي بهذا الشكل فأنا أصبحت بمعزل من أن يقبل الله لي توبة.[/rtl] [rtl]2: من كان له على رجل دين ثم لم يشهد عليه ولو درهم لأنه لما تستلف مني درهماً واحداً أقول ما في لك ما في حياء هذه آية قرآنية هذا حديث نبوي أعطيني ورقة أقول أنا إستلفت من أحمد درهماً، لماذا؟ لأن يا أخي أنا أعطيك أموالي وما تستجيب دعوتي؟ ما هو ذنبي؟ وقد يسمعني كثير من الناس الآن كثير من الناس الآن يخجل, لي صديق عزيز أخ، إبن، بنت، عم، خال، جد، واحد يعطيني مئة دينار ألف درهم، 5000 درهم، هات وثائق، نكتب، هناك أناس ما يكتبون، هناك أناس ينسون، هناك أناس يموتون ولا أحد يعرف عن هذا الدين، ونفس المؤمن معلقة بدينه لا ترتفع حتى يقضى كل من يموت وعليه دين فإن النفس تبقى تعبة.[/rtl] [rtl]نحن قلنا في حلقة الموت أن الانسان ساعة ما تفارق روحه جسده ترتفع إرتفاعاً هائلاً الى الله سبحانه وتعالى ثم تستقر في راحة كاملة إذا كان عليه دين فلا تستقر نفسه حتى يقضي دينه، تبقى ترتعش هكذا بمنتهى التعب والنبي صلّى الله عليه وسلم من أجل هذا من أجل أن لا تبقى نفس المؤمن معلقة. كان إذا جيئ بجنازة وقال رسول الله صلوا على صاحبكم، لماذا؟ يريد إذا صلى وهو الرحيم بهم أن يغري أحد الناس أن يسدد الدين عنه. طيب إذا كنت أنا لم أشهد على ديني ولم أكتبه فكيف تعرف الناس بأني انا مدين؟ وبالتالي لا يوفى ديني وتبقى نفسي معلقة الى أن تقوم القيامة. من أجل هذا قال (لا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلك أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا) النميمة فإذا واحد أعطى ديناً ولم يشهد ولم يكتب لا تقبل له توبة لا بحج، لا عرفة وبالتالي على كل الناس الآن كل من له دين على آخر إذا أنت فلان وسمعت ما يقول الاسلام. الاسلام يقول إذا واحد عليه دين وما أشهد أحداً يكتب ورقة يقول أنا فلان إبن فلان مدين لفلان ب500 درهم فرب العالمين يقول هذا هو الدين.إلا التجارة هنا تكلم على حرية التجارة (إلا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها) هذه الاسلام حريص حرصاً هائلاً على إستقرار السوق وعلى تنشيط التجارة مع الله ومع الناس.[/rtl] [rtl]التاجر المتقن في الدنيا كالتاجر المتقن في الاخرة كما أنك مجاهد في سبيل الله وداعٍ الى الله وذاكر لله تتاجر مع الله بالجملة فعليك أن تتقن تجارتك في الدنيا ولهذا رب العالمين أول ما ضمن للتجارة أمن الطريق ولهذا طبعاً ما من تجارة في الدنيا إذا كان الطريق غير آمن. ولهذا رب العالمين شرع عقوبة تنخلع لها القلوب لقطاع الطريق سماهم المحاربين[/rtl] [rtl](انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ) يعني قطاع الطرق وتلاها حتى الان في العصور المتقدمة :هناك شخص في الشارقة قطع سيارة وقتل راكباً وسرق محفظة الى آخره. جزاؤهم أن يُقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف هذا واحد.[/rtl] [rtl]الشرط الثاني: (كما قال تعالى سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين). فأمن التجارة هذا عصبها سواء كان في مطار يعني هذه ابتلاءات كلما كان السلطان عادلا كلما هيأ الله له مستضعفين[/rtl] [rtl]1:روسيا الآن دولة كانت تملك نصف الكرة الارضية لم يعد فيها شيء آمن ولهذا فإن التجار - أنا أعرف بعض التجار يتاجرون هناك يقولون نحن لا نصل الى داخل موسكو لأن ليس هناك أمن فأخل هذا في تجارتها خللاً عظيماً. رب العالمين هيأ أولاً أمن الطريق فـأساس التجارة أمن الطريق ولهذا ليس كل بلد فيه الأمن، والأمن إبن العدل.[/rtl] [rtl]2:الناس يفهمون بعض الأحاديث فهماً سريعاً: حديث إنما التجار هم الفجار، التجار خمارين والتجارة عند العرب يقصد بها بيع الخمر فحينئذ الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق الكلمة على عهد بهم لأن الألف واللام ليس إستغراقاً. الزجاج (الزجاجة كانها كوكب دري ) فكان الكلام على الخمار فقال زجاج التجار بيع الخمر بدليل قال صلى الله عليه وسلم (افضل الكسب كسب التجار) الذين إذا قالو صدقوا وإذا وعدوا وفّوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا هذا التاجر الصدوق مع الصديقين.[/rtl] [rtl]فالتجارة على هذا الأساس من الأهمية التي ينبغي على المسلمين أن يجعلوها نظيفة قوية حرة بعيدة عن مهاترات ودعاوي العصر الحديث ما يسمى بالاشتراكية لأن الإشتراكيات وأم الاشتراكيات هي روسيا وانظر ماذا يجري فيها؟ فحينئذ لا رأسمالية طاغية كالغرب ولا شيوعية بائسة وإشتراكية إستحلالية لصّة تسطو على الناس كالاتحاد السوفيتي السابقة. انما الملكية الاسلامية التي تجعل المال متعلقاً لحقوق اجتماعية وسياسية واقتصادية وأُسرية أنت وأولادك وأرحامك وجيرانك وعشيرتك كلهم يحكمون في هذا المال. أضف الى الشوارع: الشارع أنت مسؤول عنه يعني نحن الآن الدولة تقوم بهذا لكن بالاسلام الثغور إذا كانت مدينتك معرضة لهجوم عدد فإن على أهل المال أن يدفعوا إذا همّ بالمسلمين أمر فلا مال لأحد فالمال في الاسلام مال له وظيفة عامة وأنت لست حراً فيه بدليل أن تصرفك في مالك مقيد بقيود أخلاقية: لاترشي به ولا ترتشي ولا تقامر ولا تشرب الخمر ولا تبذر إذن تدرك ابواب الشياطين. وحينئذ التجارة في الإسلام أساس قوة المجتمع على شرط أن تكون وفق شروط الإسلام: لا ربا ولا احتكار ولا استحواذ ولا غش ولا غبن ولا تغرير وإنما فيها من الخلق وفيها من مصلحة الناس ما تحقق الاستقرار والرفاهية. ورب العالمين يريد لعباده ان يعيشوا برفاهية (ان الدنيا حلوة خضرة وإن الله إستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ) رب العالمين تغزل بها بمياهها وأشجارها وأرضها ونعيمها وأموالها وترفها وأكلها وشربها كل هذا من نعم الله (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وهذه النعم تأتي عندما يكون المال قليلاً والإقتصاد عظيماً. نعم أنت كفرد مأمور الآن تكون مترفاً : مترف أي أنك بحاجة للكافر ( الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام) لا عنده مبدأ ولا قيم وليس في ماله حق من حقوق الناس هذا حيوان. الإسلام يقول لك أنت كُل بإقتصاد واشرب بإقتصاد ولا تسرف ولا تقتر أيضاً وأعطِ كل ذي حق حقه. بهذا يسعد الناس حينئذ هذا المال هو عصب هذه الدنيا والتجارة هي مصدر ذلك المال في الغالب. وكل شيء في هذه الدنيا قائم على قوة إقتصاد البلد كل مجد وكل عز.[/rtl] [rtl]سؤال : ما هو الفرق بين باع وبايع ووعد وواعد ولمس ولامس؟[/rtl] [rtl]بايع صيغة مفاعلة مثل ضارب وقاتل وجاور وناطح وهكذا كما قال تعالى ( فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم ) هذا من كرم الله لأن الله هو الذي أعطاك نفسك وهو الذي وهبك إياها ثم يعود فيشتريها منك كالمال هو الذي يرزقك وهو الذي يعطيك ثم يعود فيجعل هذا المال ملكاً عاماً له[/rtl] [rtl]وعد بالخير _ واعد بالشر[/rtl] [rtl]تبع بالخير _ تابع بالشر[/rtl] [rtl]هذا من اساسيات اللغة[/rtl] [rtl]حرية التجار والتجارة:[/rtl] [rtl]الحرية والأمان أساس التجارة في كل شيء ولهذا الإسلام حرص حرصاً عظيماً بل جعله من نعم الله على الناس.[/rtl] [rtl]سؤال: هناك أسئلة من بعض الاخوة المشاهدين ( وإذا رأو تجارة أو لهواً إنفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) هذه الآية لها قصة: كان العرب والمسلمون إذا جاءت قافلة من اليمن تحمل الدقيق والميرة لهم ومكة بلد غير ذي زرع. فطبعاً يجوعون إذا قطعت عنهم اليمن المعونة، والقافلة التى تذهب قد تتأخر أحيانا لأمر ما وتأخرت القافلة شهراًً حتى جاع الناس وكان اليوم يوم جمعة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم واقف على المنبر يخطب فكان يعلن عن مجئ القافلة بالطبل والطبل يجوز في حالات الضرورة مثل الحرب ومثل العدو ومثل النفير ومثل مجيئ القافلة فهذا اللهو المباح. فلما كان الرسول يخطب والمسجد مليئ بالناس والناس فيهم من علية القوم وفيهم ناس بسطاء وفيهم ناس أعراب وفيهم ناس بدو وفيهم صغار وطبعاً أكثر الناس ذهبوا لما سمعوا صوت الطبل إنفضوا حتى الكبار من الصحابة الأجلاء وشبابإ اذا خرجوا لم يكن ليشتروا لكن إستهواهم الطبل صغاراً وشباباً فرب العالمين لامهم بهذا. ولكن تلاحظ أنه قال (وإذا سمعوا تجارة أو لهواً انفضوا)، قدّم التجارة على اللهو بمغلولة حتى رب العالمين لما قال هؤلاء ذهبوا لم يكونوا ليشتروا، ما هم بتجار لكان عاقبهم ففضلوا اللهو على الخطبة فبدأ بالأغلب والأكثر والدافع الأساسي القلة ذهبوا للتجارة فأثرهم لذلك.[/rtl] طبع الحلقة أخ فاضل وأخته من العراق الجريح جزاهما الله تعالى كل خير. |