[rtl]منظومة لوازم الوفاء (كلمة حَلِف وأخواتها)[/rtl]
[rtl]الحلِف– القسم – اليمين – الوعد – العهد – العقد – الميثاق – الإيلاء – النذر[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]هذه الكلمات تتناول لوازم الوفاء ومستلزماته إلزاماً والتزاماً وما يُلزِم الانسان نفسه به من أجل عهد أو عقد أو وعد أو قسم أو نذر أو حلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه. وهو فعل أو وعد أو عهد بالماضي أو بالمستقبل يُلزم الانسان نفسه به ويؤكد هذا الالتزام بأن تذكر اسم الله تعالى عليه أو اسم من أسمائه أو صفة من صفاته. ولقد استعمل القرآن الكريم هذه الكلمات على عادته من دقة البلاغة من حيث عدم الترادف قطعاً هناك فرق بين القول أحلف بالله أو أقسم بالله أو يمين الله أو أعاهد الله وكل كلمة ترسم حالة لا تنطبق على الكلمة الأخرى التي ترسم حالة مغايرة.[/rtl] [rtl]الحلف: شيء وقع في الماضي تنفيه أو تؤكده باسم من أسماء الله عز وجل (أحلف أني ما ذهبت) أو (والله درست) وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في قوله تعالى (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا) أي كل شيء مضى (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) التوبة) شيء مضى.[/rtl] [rtl]القسم: هو عكس الحلف وهو في المستقبل كقوله تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) المائدة) وقد وردت كلمة القسم في القرآن للدلالة على القسم على أمر سيحصل في المستقبل إلا في حالة واحدة وهي الاستثناء في قوله تعالى (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) الروم) استخدم كلمة القسم مكان كلمة الحلف في الظاهر ولكن عند التأمل في الآية يظهر غير ذلك ونعلم أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون إلا من عند الله تعالى. فكيف استعمل كلمة القسم مع الماضي مع أن القرآن عادة يستعمل كلمة الحلف مع الماضي والقسم في الحاضر والمستقبل؟ تفسير ذلك أن الآية تتحدث في البرزخ الذي ليس فيه زمن وقلنا في حلقة سابقة في منظومة الزمن أن الزمن مخلوق في الدنيا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) وكذلك الوقت وقلنا أن الزمن وعاء الحركة وفي البرزخ ليس هناك زمن وإلا فكيف بقي طعام وشراب العزير بحالة جيدة أما حماره فأصبح عظاماً؟ لا بد أن الطعام والشراب كانا خارج الزمن ودخلا في عالم الأمر وهو الكون الأصلي أما عالم المشاهدة فهو جزء وفرع يسير من العالم الأصلي العظيم ولا يساوي مقارنة به حلقة ملقاة في فلاة. فالآية إذن جاءت تعبيراً عن قسم على عهد ليس فيه زمن مطلقاً فتساوى الحاضر والماضي والمستقبل ونفهم أن الله تعالى لا يحدّه زمن. وكل العالم الآخر لا يحده زمن ولذلك هذا الخلود في المستقبل والسرمدية في الماضي هي خارج الزمن. ولو قال القرآن (ويوم تقوم الساعة يحلف المجرمون) لقلنا من أين يمكن للرسول r أن يعلم أن الزمن يختلف نسبياً وهذا أمر ثبت علمياً (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج) فالآية (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)) من معجزات القرآن فما إن يموت الانسان ويدخل عالم الأمر لا يوجد زمن وإنما هو زمن مطلق ولذلك فهو خالد إلى ما لا نهاية.[/rtl] [rtl]العقد: التزام بين طرفين (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة).[/rtl] [rtl]الوعد: التزام بشيء بدون مقابل من الآخر وبدون شرط كأن أقول أعدك بأن أهبك بيتاً بدون مقابل. قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة) (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور) بدون مقابل لرب العالمين وهو سبحانه غني عن ذلك.[/rtl] [rtl]العهد: التزام بشرط بمعنى اشترط عليك شرطاً لا بد أن تحققه لي حتى أفي بعهدي لك (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه) الله تعالى وعد آدم أنه في الجنة لا يجوع ولا يعرى وهذا وعد بشرط أن لا يقرب آدم وزوجه الشجرة فلما اشترط تعالى هذا الشرط على آدم صار عهداً فقال (ولقد عهدنا إلى آدم) ولم يقل (وعدنا آدم) لأنه لو قال وعدنا ما كان ينبغي لله تعالى سبحانه أن يخرجه من الجنة والعهد يجب الوفاء به (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) البقرة) (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل) أما الوعد فليس فيه وفاء.[/rtl] [rtl]الميثاق: عهد أُخِذ عليه التأكيد كتابة أو شهادة . الوعد بلا مقابل والعهد بشرط فإذا أخذ كتاباً أو شهادة صار ميثاقاً. وهو نفس العهد إذا كان مكتوباً وعليه شهود صار ميثاقاً (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران) قال تعالى ميثاق ولم يقل عهد بدليل كلمة اشهدوا في الآية زإنما استعمل كلمة ميثاق وهو مكتوب في اللوح المحفوظ مشهود عليه. هذا العهد بين الله تعالى والنبيين كان مشهوداً وموثّقاً من الملأ الأعلى. وكل وعد اقترن بشرط صار عهداً وكل عهد إذا وُثّق كتابة أو شهادة صار ميثاقاً. وكلما وردت كلمة ميثاق في القرآن الكريم تجد عجباً (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) الاحزاب) (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) (وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ).[/rtl] [rtl]الإيلاء: إلزام النفس بعدم فعل شيء في المستقبل ويكون عقداً بيني وبين نفسي. وكل شيء تلزم نفسك به تحت غطاء اسم من أسماء الله يسمى إيلاء. عندما يقسم الزوج أن لا يقرب زوجه في فراشها ومرت أربعة أشهر ولم يقربها تصبح الزوجة في حِلّ من الزواج بدون أن يطلقها إذا مضى عليها أربعة أشهر ومن الفقهاء من يقول أن لها الحق أن تطلّقه (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) البقرة). (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) النور) في حادثة الافك آل أبو بكر على نفسه ألا يعطي شيئاً في المستقبل لرجل اسمه مسطح (والله لا أعطيه بعد اليوم) كان يعطيه كثيراً ثم بعد أن وقعت حادثة الإفك وطعن مسطح في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها فنزلت الآية توجيهاً بالاستمرار في العطاء. فالأيلاء هو أن تلزم نفسك بأن لا تفعل شيئاً في المستقبل أما لو ألزمت نفسك أن تفعل فذلك قسم.[/rtl] [rtl]اليمين: هو كل ما ذكرناه سابقاً من الحلف أو القسم أو العقد أو الوعد أو العهد أو الإيلاء أو الميثاق كل هذا يسمى يميناً وأُخذ الاسم من أن الناس كانوا إذا تعاقدوا أو حلفوا يضع أحدهم يمينه بيمين الآخر فصارت هذه اليمين في المعاملات والمبايعات. (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة) (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) المائدة) (وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ (النحل)).[/rtl] [rtl]النذر: أن تلزم نفسك بأن تفعل شيئاً كريماً وطاعة وعبادة لله تعالى إذا حقق الله تعالى لك شيئاً معيناً أو أمنية معينة (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) الانسان).[/rtl] [rtl]هذه المنظومة منظومة الوفاء هي منظومة انسانية راقية لأن الانسان يلزم نفسه بدون قوة قاهرة تلزمه أو محكمة لأنها أمور يتميز بها المؤمن من حيث شعوره بسطوة اسم الله تعالى عليه.[/rtl] [rtl]أصل تسمية الحلف والقسم؟[/rtl] [rtl]الحلف مأخوذ من السيف الحليف أي القاطع الصارم وعندما أحلف على شيء مضى يعني أني قطعت الأمر.[/rtl] [rtl]أما القسم فهو من قِسمة الشيء (والله سأفعل كذا) فإني ألزمت نفسي بأن أعطيك قسماً من ما أملكه وهكذا مسألة النذر إذا حقق الله تعالى لك شيئاً تربطه بفعل من أفعال العبادة فإذا أعطاني الله تعالى نعمة من نعمه أقوم بعبادة أو طاعة ما. ويجب الوفاء بالنذر لله تعالى إذا حقق لك هذه النعمة.[/rtl] [rtl]هذه هي المنظومة وهي عظيمة كريمة تبيّن مدى أخلاقية الانسان وحفظه لعهد الله تعالى (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) لم يقل حلفكم أو وعدكم أو غيرها من كلمات المنظومة وإنما قال أيمانكم لأنها تشمل كل شيء وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (وأوفوا بعهد الله) و(أوفوا بالعقود).[/rtl] [rtl]والحفظ غير الحراسة كما شرحنا سابقاً في منظومة الحفظ وقلنا أن الحراسة تكون من الخارج أما الحفظ فيكون من الداخل بأن تنمّي السيء وترعاه حتى يكبر كما قال تعالى في سورة يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)) حفيظ تدل على أن يوسف u حفظ المال ورعاه ونماه حتى لم يعد في المملكة جائع واحد خلال السنين العجاف الشداد.[/rtl] [rtl]وعندما يتحدث تعالى عن هذه المنظومة في القرآن الكريم (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل) فالكلام في خطورة هذه الأيمان على اختلافها سواء كانت حلفاً أو عهداً أو وعداً أو قسماً أو ميثاقاً أو إيلاءً والكلام فيعا عجيب وأخلاقيات الانسان وسلوكه يوم القيامة يتحدد بهذا (حسن الخلق) وهذه المنظومة هي أول نتاجات حسن الخُلُق من حيث أن تفي بيمينك ووعدك وعهدك وميثاقك. والرسول r رأى طفلاً هارب من أمه وهي تناديه تعال أعطك فسألها ماذا كنت ستعطيه فقالت تمراً قال أما لو لم تكوني ستعطيه شيئاً لكتبت عليك في صحيفتك كذبة. ومن الأحاديث أن آية المنافق إنه إذا وعد أخلف وهذه قمة أخلاقيات الناس والشعوب والدول. ومن الأحاديث " لا تقوم الساعة حتى يقال أن في بني فلان أميناً".[/rtl] [rtl]كل أنواع الالتزام بالحلف والقسم والوعد والعهد هي أيمان وعلى المسلمين أن يحفظوا أيمانهم سواء كانوا شركات أو دولاً أو أفراد أو في تعاملاتهم. وأعظم ميثاق يُسأل عنه العبد هو الميثاق بين الزوجين (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء) فالزوجة عليها أن تصون زوجها في ماله وعرضها وهذان هما الشيئان اللذان يُطلبان منها فقط أما باقي الأمور من حمل ورضاعة وخدمة فهي متبرعة بها فإذا خانته في ماله وعرضها لا تُعذر يوم القيامة أما حقوق الزوجة على الزوج فهي الانفاق وحسن المعاملة والرعاية وكل شؤون المرأة في رقبة الزوج أما حقوق الزوج على الزوجة فهي أن تحفظه في ماله وعرضها فإذا هي أخلت بأحد هذين الأمرين لم يعد لها حق بأي من حقوقها.[/rtl] [rtl]الأيمان:[/rtl] [rtl]من الأيمان ما هو خفيف ولا يؤاخذ الانسان عنه كما في قوله تعالى (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة) (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ (المائدة)) والفقهاء الأوائل قالوا في هذا كلام كثير من باب التيسير على الناس ومن هذا اللغو في الأيمان ذكروا أن يحلف الانسان وهو ناسي أو حلف على معصية أو الحلف بأمور عادية أو في الكلام اليومي.[/rtl] [rtl]وهناك أيمان مهلكة وهي أبغض الأيمان وهي اليمين الغموس التي اليمين التي تحلف بها تقتطع مالاً أو أرضاً ليس لها شفاعة يوم القيامة. قال تعالى (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) نوح) فكيف يكذب الانسان بعد أن حلف بالله تعالى والانسان في حياته يحلف بعظيم أو بعزيز أو بابنه مثلاً ثم يخاف أن يحنث حتى لا يصيب هذا العزيز الذي حلف به شيء! فمن أبغض الأيمان من أقسم كاذباً أن أرضاً هي له فهو في النار وإن صلّى وإن صام. وفي الحديث عن رسول الله r: "خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، قتل النفس بغير حق، بهت المؤمن، الفرار يوم الزحف، أو يمين صابرة تقتطع بها مالاً أو أرضاً بغير حق" ومن اغتصب شبر أرض طوّق به يوم القيامة. ومن شدة اليمين الكاذبة وخطورتها ذكرها r في الحديث مقرونة بالشرك بالله وقتل النفس بغير حق.[/rtl] [rtl]ومن المهلكات أيضاً اليمين التي تنفق فيها السلعة كذباً.[/rtl] [rtl]وأن تحلف بغير الله تعالى كأن تقول وحياة أبي أو وشرفي أو نحوه فهذه ماحقة يوم القيامة. عن رسول الله r : "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت" وعن عبد الله بن عمر " كل يمين يحلف بها دون الله شِرك" فعلينا أن نعوّد ألسنتنا على الحلف بالله تعالى فقط وعن عبد الله بن مسعود قال: لأن أحلف بالله كاذباً أحبُّ إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.[/rtl] [rtl]ومن المهلكات من الأيمان الغليظة أن تعمد الكذب على شخص خداعاً له ةفي الحديث : "كفاك إثماً أن تحدّث أخاك وهو لك مصدّق وأنت كاذب".[/rtl] [rtl]ومنها الحلف أمام المنبر النبوي كما في الحديث "لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين كاذبة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار"[/rtl] [rtl]أن تقول والله إن حصل كذا فأنا بريء من الاسلام " من حلف فهو على ما حلف" كل من يحلف كاذباً على حق من الحقوق فيصبح بها هكذا. فمن حلف أنه بريء من الاسلام فهو كذلك.[/rtl] [rtl]كثرة الحلف من الأمور الخطيرة يوم القيامة وقد ذمّ تعالى هذا في قوله (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) القلم) كل حلاّف فهو مهين لأنه لا يحترم الله تعالى بكثرة حلفه والناس في حياتهم اليومية لا يكثرون الحلف بشخص عظيم أو بحاكم احتراماً له وتقديراً! وكثرة الحلف عند الناس تؤدي إلى التهلكة.[/rtl] [rtl]أن تحاف بالأمانة[/rtl] [rtl]الأيمان التي لا ينبغي أن يفعلها وليس لها كفارة:[/rtl] [rtl]من حلف على معصية ليس له كفارة أو حلف بقطيعة رحم يُلغي يمينه بدون كفارة وإن كان هناك أمران جائزان فحلفت على أحدهما ورأيت غيره أفضل منه فكفّر عن الأول وأوفي بالآخر كما فعل الرسول r قال والله لا أعطيكم ثم كفّر عن يمينه وأعطاهم. كأن تقول بلى والله ، نعم والله وغيره، أو الحلف وهو غضبان كما قال ابن عباس : لغو اليمين أن تحلف وأنت غضبان. أو أن تحرّم ما أحل الله تعالى لك كقولك مثلاً والله لن آكل الفاكهة بعد اليوم فلا شيء عليك في ذلك كما في قوله تعالى للرسول r (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) التحريم). ومن لغو اليمين أن الرجل يحلف على شيء ثم ينساه.[/rtl] [rtl]الحلف بغير يمين:[/rtl] [rtl]من جمال اللغة العربية وبهائها أن فيها أيمان عظيمة بدون يمين وهي الصيغ كما في قوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم) يمكن أن أقول إنك لصادق كأني أقسمت على صدقك لكن بدون يمين.[/rtl] [rtl]أنت ناجح (خبر)، إنك ناجح (سؤال مستفهم) ، إنك لناجح (جواب تأكيد وإلغاء الانكار) ، وإنك لناجح (واو القسم) هذه الواو مع اللام وإن صيغة كاملة بلاغية للقسم وهي من أعظم الصيغ البلاغية وهي تغني عن القسم حتى لا يقع الانسان في حرج أن يُقسم بشيء وهو آثم أو حانث. وهذه اللغة لغة مباركة شرّفها الله تعالى بالقرآن وما من لغة أخرى تضاهيها في البلاغة والبراعة.[/rtl] [rtl]الله تعالى يوفي بوعده ولا يوفي بإيعاده فإذا قال سأعطيك الجنة سيعطيك إياها أما إذا أوعد بالنار فهو سبحانه قد يغفر من كرمه ورحمته ولا يفي يإيعاده. ومن لم يعص الله تعالى وقاراً له فهو في الجنة.[/rtl] [rtl]زإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلِف ميعادي ومنجز موعدي[/rtl] [rtl]ومن أجمل الدعاء : اللهم اغفر لي ذنوباً جرّأني عليها طمعي في رحمتك ومغفرتك. وقال تعالى في الحديث القدسي لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون.[/rtl] |