[rtl]منظومة حسب[/rtl]
[rtl]حسب– عدّ – أحصى –[/rtl]
[rtl]هذه هي منظومة الحساب في القرآن الكريم.[/rtl]
[rtl]حسب: لشيء غير محدود. مبلغ كبير من المال مثلاً لا تعرف كم هو تحسبه حساباً. وحسب للأشياء غير المحدودة وغير المعروفة سلفاً تحسبها لكي تعرف قدرها. وهذه بعض الشواهد القرآنية على استعمال كلمة حسب ومشتقاتها:[/rtl]
[rtl]v (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) النساء)[/rtl]
[rtl]v (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) يونس)[/rtl]
[rtl]v (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)) الأنبياء)[/rtl]
[rtl]v (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) النور)[/rtl]
[rtl]v (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) ص)[/rtl]
[rtl]
v (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ( الانشقاق)[/rtl]
[rtl]v (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية)[/rtl]
[rtl]v (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) النبأ)[/rtl]
[rtl]قال تعالى (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) النبأ) عطاء بغير حساب لأن عطاء الله تعالى كثير ولا يُعدّ عدّاً وإنما هو حساب ولهذا سمّى الله تعالى يوم القيامة بيوم الحساب وليس يوم العدّ لأن الله تعالى أحصى أعمال البشر جميعاً صغيرها وكبيرها وسيحاسبهم عليها يوم القيامة ولن يعدّها لهم فقط (وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)) (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53)) ص) (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) غافر).[/rtl]
[rtl]عدّ والعدّ: للشيء المعدود والعدّ هو ضمّ الأعداد بعضها إلى بعض. يستعمل الناس مصطلحات معينة للتعبير عن كمية من المال ففي مصر مثلاً يسمون 10 آلاف جنيه بالباكو وفي العراق يسمى الدفتر. إذا كان لديك رزمة من المال ثم قلبتها لكي تتأكد من قيمتها يسمّى عدّاً.[/rtl]
[rtl]قال تعالى (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) البقرة) والأيام المعدودات معروفة وهي ثلاثة أيام التشريق وليس غيرها، ثلاثة أيام بالعدّ. وكذلك قوله تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) البقرة) كما قال بنو اسرائيل لأنهم ظنوا أن الله تعالى سيعاقبهم مدة عبادتهم للعجل وهي أربعين يوماً فقط. وفي الآية الثانية قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران) هذا ليس تكراراً لكن هذه الآية تختلف عن الآية الأولى فهذه لفريق والأولى لفريق آخر فريق قالوا سيعذبون أربعين يوماً فقط والآخر قال سيعذبون سبعة أيام فقط. ومعدودة هي أكثر من معدودات.[/rtl]
[rtl]قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة) عِدّة هو اسم للمعدود وهي الشيء المعدود. والآية معناها أن عليه أياماً بعدد ما فاته من زمان آخر غير زمان شهر رمضان.[/rtl]
[rtl]وشهر رمضان ثلاثون يوماً هذا عدّ وليس حساباً (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة). وكل كلمة عدد جاءت في القرآن منضبطة انضباطاً تاماً.[/rtl]
[rtl]وهذه بعض الآيات التي جاءت فيها كلمة عدّ ومشتقاتها:[/rtl]
[rtl]v (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) التوبة)[/rtl]
[rtl]v (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) هود)[/rtl]
[rtl]v (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) يوسف)[/rtl]
[rtl]v (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم)[/rtl]
[rtl]v (فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)) الكهف)[/rtl]
[rtl]v (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) المؤمنون)[/rtl]
[rtl]v (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة)[/rtl]
[rtl]v ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)) (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) الطلاق).[/rtl]
[rtl]أحصى وإحصاء: كل معدود لا تعرف قدره يسمى حساباً وكل معدود محدود سلفاً يسمى عدّاً وكل عملية حساب أو عدّ تتناول أدق التفاصيل تسمّى إحصاء. ويستعمل التعداد والاحصاء للسكان فالتعداد السكاني هو الذي يجري للمرة الأولى وفي المرة الثانية يسمى إحصاء فيقال إحصاء سنة كذا وتعداد سنة كذا. والاحصاء السكاني ليس عداً للسكان وحسب وإنما هو معرفة كل إنسان وما هو عمره وعمله وعدد أفراد عائلته وكل التفاصيل الدقيقة المطلوبة. قال تعالى (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم) لأن الله تعالى يعلم كل واحد من الناس عدّاً وإحصاء بالتفاصيل الكاملة. مثلاً كل منا يعرف كم صلّى ةيمكن أن يحسب عدد الصلوات والركعات التي صلاّها لكن الله تعالى يحصي هذه الصلوات ويعلم كم من الركعات خشعت ويعلم ثوابها وقيمتها وكذلك في الذنوب فالله تعالى يعلم كل ذنب ومقداره وكيف كان العبد عندما أذنب وفي الحديث القدسي عن رب العزة :" إن العبد ليعصيني فيذكرني على الذنب فلا يستغفرني فأغفر له" حتى وهو يذنب الانسان إذا ذكر ربه وعلم أن ما يفعله ذنب سيعاقب عليه لكنه لم يستغفر الله تعالى يغفر الله له بمجرد ذكره وهذا لا يتساوى مع المذنب الذي لا يفكر بذنبه ولا بربه وهو على الذنب. ولهذا قال تعالى (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) المجادلة).[/rtl]
[rtl]وهذه بعض الآيات التي جاءت فيها كلمة أحصى:[/rtl]
[rtl]v (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف)[/rtl]
[rtl]v (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل)[/rtl]
[rtl]v (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) يس)[/rtl]
[rtl]v (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) الجن)[/rtl]
[rtl]v (نَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20 المزمل)[/rtl]
[rtl]v (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) النبأ).[/rtl]
[rtl]علينا جميعاً أن نستعد ليوم الحساب وساعاته الحرجة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وعلينا أن نعلم أنه ليس بيننا وبين الحساب إلا الموت ولهذا جاءت الآية الكريمة (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) المؤمنون) وهناك أعمال كثيرة منجيات كما وردت في الأحاديث النبوية الشريفة منها سورة تبارك بعد العشاء والواقعة بعد المغرب والدخان ليلة الجمعة والكهف يوم الجمعة وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وطاعة الوالدين وبرهما وإخلاص العمل والذِّكر وكثرة الخُطى إلى المساجد ودوام الوضوء وصلة الرحم وصلاة الليل. وهناك أعمال يحبها الله تعالى وهي الآيات التي وردت في القرآن بقوله تعالى (إن الله يحب) مثل التوابين والمتطهرين وغيرهم. وهناك أعمال يضحك لها رب العالمين وإذا ضحك الله تعالى لعبده فإنه يحبه وإذا أحبه لا يعذبه أبدا ومن هذه الأعمال من قام بالليل والناس نيام وقام وهو متعب وترك فراش حبيبه وصلّى ركعات لله تعالى، ومنهم مجاهد بقي في مكانه بعد أن فرّ الباقن من كثرة الضغط عليهم فهربوا إلا واحداً منهم ثبت في موقعه.[/rtl]
[rtl]وعلينا أن نبتهل إلى الله تعالى أن يوفقنا ويهدينا لنفائس الأعمال (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين) وعلينا أن نبتعد عن التسويف كما جاء في الحديث الشريف:" إياكم والتسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترّنّ أحدكم بحِلم الله" ولنحذر قوله تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران).[/rtl]
[rtl]وأهم ما ينبغي أن نركّز عليه هي النقاط التالية التي سيسأل عنها العبد يوم الحساب:[/rtl]
[rtl]v عن عمره فيما أفناه: فإذا أفنى الإنسان ثلثي عمره في العبث فهو في خطر شديد فيجب علينا أن نعرف نسبة العبث والخطايا والذنوب من عمرنا.[/rtl]
[rtl]v وعلمه فيما عمل به: هل نفع بالعلم الذي معه أم أبقاه لنفسه ولم يفيد به أحداً وهل نافق بعلمه أم كان خالصاً لوجه الله تعالى ولنتذكر الحديث الشريف عن أول من تُسعّر بهم النار يوم القيامة عالم ومُنفق وشهيد. قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) الاعراف).[/rtl]
[rtl]v وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه: يُسأل الإنسان عن ماله من أين اكتسبه هل هو حلال أو حرام وفيما أنفقه؟ في طاعة الله وفي الصدقات أو أنفقه على منكرات ومحرمات؟[/rtl]
[rtl]v وعن جسمه فيما أبلاه: هذا الجسم هل أبلاه بالسهر والمخدرات والمسكرات والزنا والهمّ أو أبلاه في الجهاد والصلاة والعلم النافع وقيام الليل والصوم وهمّ العيال (خاصة للأمهات اللواتي تحملن همّ عيالهن حتى الموت وهذا مما يكفّر الذنوب).[/rtl]
[rtl]فعلى كل إنسان أن يكون دقيقاً في عمره وعلمه وماله وجسده. ولنعلم أن الله تعالى لو حاسبنا على أعمالنا وحسناتنا لما دخل أحد الجنة لأن نعمة واحدة من نِعم الله تعالى علينا تأخذ كل الحسنات وتزيد ولن يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى كما جاء في الحديث الشريف. وعلينا أن نكون في حياتنا بين الخوف والرجاء فلا نقنط من رحمة الله وعلينا أن نُحسن الظنّ بالله تعالى وفي نفس الوقت نخاف ذنوبنا ونخاف من عذاب الله تعالى ولا نأمن حتى تصير كلتا قدمينا في الجنة كما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لو أن أحد رجلي في الجنة والثانية خارجها ما أمنت مكر الله".[/rtl]
[rtl]والله تعالى وعد كثيراً من عباده بعدم الحساب وهم كل من زادت حسناته على سيئاته لا يُحاسب وهذا لا يكون إلا بالقبلة فلنحرص على الصلاة فهي أساس الدين وهي أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة وهي التي تستجلب شفاعة المصطفى r يوم القيامة "وجبت شفاعي لأهل الكبائر من أمتي" وأمتي هم أهل القبلة. [/rtl]