[rtl]منظومة حفّ[/rtl]
[rtl]حفّ– حصر – حاق – طاف – دار – دال – طوق – لفّ – أحاط - تسوّر[/rtl]
[rtl]هذه هي منظومة الطوق حول الشيء.[/rtl]
[rtl]حفّ وحصر: إنسان واقف وحوله دائرة واسعة تقف على حافة محيطه تدل على المهابة له كالرئيس والوجيه يُستقبل استقبالاً رسمياً ويقف الناس على حافّة موقعه (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) الكهف). فإذا ضاق هؤلاء يكون من باب العقاب ويصير حصراً (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) التوبة).[/rtl]
[rtl]فالحصار إذن عقاب بالتضييق أما الحفّ فهو حفاوة من بعيد ولا يقترب من المحتفى به لمهابته (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) الزمر).[/rtl]
[rtl]حاق وطاف: حاق بمعنى أحاط بشيء بثبات فلا يتحرك (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) الاحقاف) (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) الانبياء) (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) فاطر) أما طاف فمتحرك مثل الطواف حول الكعبة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة) (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) الصافات) (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) القلم). ومنه استعير الطائف من الجنّ والخيال وغيرها كما في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) الاعراف) وهو الذي يدور على الانسان من الشيطان يريد اقتناصه.[/rtl]
[rtl]دار ودال: الدائرة للهزيمة أو الضيق (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) التوبة) (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) الفتح) (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائدة). والدولة للمجد (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران) (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر)[/rtl]
[rtl]طوّق ولفّ: كل من يُلقى عليهم القبض يطوّقون إذا تمكنت منهم وضعت الطوق في أعناقهم (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) آل عمران) والمرحلة الثانية أن تضع القيد في أعناقهم وهو اللفّ (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) الاسراء) (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) القيامة) (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) النبأ) . فالتطويق اولاً واللفّ ثانياً.[/rtl]
[rtl]أحاط: السيطرة على كل شيء من جميع الجهات قد يكون بمعرفة العلم من جميع جوانبه (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) يونس) والإحاطة بالخبر هي عندما تعرف حقيقة الخبر بالكامل وليس مجزّءاًً (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل) (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) الكهف). والإحاطة بالمطلوب سواء كان جيشاً أو فرداً ثم يستسلم استسلاماً كاملاً (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) يوسف) (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110) طه) (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21) الفتح) (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) الكهف) (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) البقرة).[/rtl]
[rtl]تسوّر: هذه الكلمة وردت في منظومة جدار وحائط وتأتي في هذه المنظومة التسوّر بمعنى دائرة (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) ص).[/rtl]
[rtl]كل طوق حول شيء لا تخرج كلماته عن كلمات هذه المنظومة وكل كلمة منها استعملت استعمالاً دقيقاً خاصاً في القرآن.[/rtl]
[rtl]نعود لكلمة حفّ كلمة المنظومة الرئيسية: قال تعالى (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) الزمر) الملائكة تقف من بعيد على شكل دائرة حول العرش يحفّون به وتسمى هذه حفاوة. وفي الحديث "ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون إلا حفّت بهم الملائكة" من بعيد يستمعون ويدعون لهم بمنتهى الاحترام والإجلال. والملائكة لا حصر لهم وهم بقدر البشرية من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة أضعافاً مضاعفة. ونحن مأمورون بالإيمان بالملائكة إيماناً كاملاً (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) والايمان بهم حقٌ سواء تصورتهم أم لم تتصورهم ولا يمكن لنا أن ندرك حقيقتهم والرسول r رأى جبريل مرة واحدة على هيئته الحقيقية أما في باقي المرات فكان يتمثّل بصورة إنسان وعلينا أن نؤمن بالملائكة إيماناً غيبياً.[/rtl]
[rtl]مواقف الملائكة: جبريل هو صاحب الوحي وما يلزم لنُصرة الأنبياء وإهلاك الأمم الكافرة والحرب على أعداء الله تعالى كما هو واضح في القرآن الكريم (رفع الطور فوق بني اسرائيل، يوم حنين، بدر، نصر ابراهيم ونوح واسماعيل، وهو يقود الملائكة لنصرة الأنبياء وهذا عمله مع المظلومين والظالمين أياً كان دينهم ومذهبهم فالمظلوم إذا كان بينه وبين الله تعالى صلة ينصره باللا معقول. والقوى الظالمة تُهلك بالريح أوالصيحة أوالرجفة أو الطوفان أو غيرها من أعاصير مصداقاً لقوله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ابراهيم) فالله تعالى إما أن يعطي الجهة المظلومة ما تدفع به الشر ن نفسها أو يُسخّر كارثة على القوة الظالمة الهائلة حتى تتهاوى.[/rtl]
[rtl]ميكائيل: مسؤول عن الأرزاق والأمطار والسموات.[/rtl]
[rtl]إسرافيل: مسؤول عن البوق وفي رحلة الإسراء والمعراج رآخ r وقد انحنى وقرّب البوق من فمه لينفخ فيه.[/rtl]
[rtl]أما عزازيل فهو صاحب الأرواح والمنايا والموت.[/rtl]
[rtl]والملائكة في غاية الاحترام لا يعصون الله تعالى ما أمرهم وهو كرام بررة، سفراء الله تعالى علينا ولكنهم أشدّ خشية لله تعالى منّا والرسول r قال عن جبريل في رحلة الاسراء والمعراج وهذا لشدة تواضعه لله تعالى: " رأيت جبريل كالحِلس القديم من خشية الله" والحِلس هي قطعة القماش المهترئة يضعها الراكب فوق البعير تحت الرِّكاب.[/rtl]
[rtl]وقد تجد حول الرؤوساء حاشية تخدمهم طمعاً فيه لكن منهم من يخدمه ويفديه بروحه وينظر إلى كل ما يخصّه بخشوع وهؤلاء هم أصحاب الولاء المطلق الذي يخدمون رئيسهم حباً وطاعة ويخدمونه لأجله هو حباً وكرامة وليس لنعمة منه.[/rtl]
[rtl]والملائكة يسبحون بالليل والنهار لا يسأمون ولا يفتُرون ويستغفرون لأهل الأرض (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر) وحملة العرش ثمانية والحافّون من حول العرش 120 صفاً فتخيّل عدد الملائكة حول العرش والسموات والأرض بالنسبة لعرض الرحمن ما هي إلا كحلقة في صحراء وكأن السموات والأرض زاوية من زوايا قوائم العرش أو مسمار في رجل العرش فكم من الملائكة تحتا؟ منهم الراكع والساجد والقائم وهتافهم لا إله إلا أنت سبحانك اغفر للذين آمنوا ولتبعوا سبيلهم وهذا الاستغفار للمؤمنين فعلوه بأمر الله تعالى لا بأمرهم وحقّاً لا يدخل النار إلا شقي. فالملائكة يستغفرون لك وهؤلاء حملة العرش ومن حولهم هم أقرب الملائكة إلى الله وكل عبادتهم تسبيح وتحميد واستغفار للذين آمنوا وهتافهم لا إله إلا الله ولا يمكن أن نحيط بهذه الكلمة إلا إذن كنا مصدّقين بها (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) ابراهيم) فالملائكة منذ خلقهم الله تعالى إلى يوم القيامة دائبون في الاستغفار للمؤمنين.[/rtl]
[rtl]وظائف الملائكة: لكل شأن في الدنيا للملائكة فيه وظيفة منها[/rtl]
[rtl]v مواكبة الانسان منذ خلقه إلى أن يكون أي اختصاصها المخلوق.[/rtl]
[rtl]v الرسالات[/rtl]
[rtl]v حضور المجالس الطيبة كمجالس الذكر والعلم والمريض والمساجد وعند الامام العادل.[/rtl]
[rtl]v موكلون بالاعمال (والمدبرات أمرا) فالله تعالى يأمر والملائكة تنفّذ فهي تدبّر تنفيذاً والصافات صفا والعاصفات عصفا والناشطات نشطا ولكل منها وظيفة تدبر الكون.[/rtl]
[rtl] حفظ الانسان حتى يأتي أجله من أي مكروه فلا يقربك الموت إلا أن تحين ساعة القدر (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) الرعد) فكم نجونا من مواقف كنا نحسبها مهلكة![/rtl]
[rtl]فكل جزئية من حياتنا حتى حديثنا مع أنفسنا (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الزخرف) (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق) فالملك خُلِق ليكتب كل ما نقوله (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد) فكأنه تقرير مسجّل وهناك ملائكة آخرون يفرزون والملكان الذين يرافقان كل انسان يبقيان معه ويستغفران له حتى يُبعث ويدخل الجنة إذا كان العبد صالحاً.[/rtl]
[rtl]والملائكة كلهم سيهلكون عند نفخ الصور مصداقاً لقوله تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمن) وهذه أمور لا يمكن لنا ادراكها وفهمها.[/rtl]
[rtl]وعلينا أن نستحي من الملائكة فهي تقف في صلاة الجمعة على أبواب المساجد تسجّل حاضري الجمعة وتنصرف عندما يصعد الخطيب للمنبر وكل من يقرأ الفاتحة ويؤمّن تحضر الملائكة تأكينه وإذا قال المصلي سمع الله لمن حمِد وتشهد صلاة الفجر (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) الاسراء) وصلاة العصر والصلاة في الطريق. وهناك ملائكة متخصصون بنقل سلام العبد إلى الرسول r والملائكة تُصادق من يصلي في المسجد الفروض الخمسة وكان من الصحابة من رأى الملائكة قناديل في السماء يستمعون إلى تلاوته القرآن. وجاء عن الرسول r "أطّت السماء وحق لها أن تئطّ فما من موضع إصبع إلا وفيه ملك ساجد أو راكع. والملائكة تقرأ ما في ضميرك وخواطرك التي تسمعها الملائكة صوتاً. في الحديث القدسي "إن العبد ليعصيني فيذكرني على الذنب فأغفر له".[/rtl]
[rtl]والإنسان يرى الملائكة ساعة الاحتضار (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصّلت) والله تعالى يمتدح عباده الصالحين أمام الملائكة ويذمّ الطالحين ولو كشف الله تعالى عنّا الغطاء لرأينا الملائكة يحفظوننا ويدفعوا عنا الشرّ ويخدموننا وفي رمضان نحن مع الملائكة مباشرة ويستغفرون لنا ليل نهار.[/rtl]
بُثّت الحلقة بتاريخ 8/10/2004م